منتدى التواصل العلمي
يهتم بلأبحاث و الدراسات في اللغة والأدب وتحليل الخطاب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى التواصل العلمي
يهتم بلأبحاث و الدراسات في اللغة والأدب وتحليل الخطاب
منتدى التواصل العلمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوتيات في اللغة (علم ـ)

اذهب الى الأسفل

الصوتيات في اللغة (علم ـ) Empty الصوتيات في اللغة (علم ـ)

مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 15, 2010 5:37 pm

الصوتيات في اللغة (علم ـ)



تنشأ اللغة عندما تتحقق في كلامٍ يتشكل من مادتها الفيزيائية: الأصوات في الكلام المنطوق، وهو الأصل، أو في صورة هذه الأصوات المكتوبة، أي الحروف التي ترمز إلى تلك الأصوات في الكلام المكتوب. ولهذا كان لابد من دراسة أصوات اللغة في مادتها وتشكلها ووحداتها ووظيفتها، وهو ما يقوم به علم الصوتيات phonetics. فالصوتيات علم يدرس اللغة من حيث بنيتها الصوتية ومنظومتها الصوتية phonology. ويميز هذا العلم بين قسمين أساسيين فيه: القسم الأول الذي يدرس المادة الصوتية الخام في اللغة، من خلال تشكلها في جهاز النطق «علم أصوات اللغة الفيزيولوجي» physiological phonetics، ومن خلال مادتها الفيزيائية «علم أصوات اللغة الفيزيائي» physical phonetics، ومن خلال تلقيها السمعي «علم أصوات اللغة السمعي» acoustic phonetics، ويدرس هذا القسم أيضاً البنية الصوتية للنبر stress، والمقاطع syllables وأنواعها، والتنغيم اللغوي intonation وأنماطه. وتعتمد هذه العلوم الصوتية في بحثها وتحليلاتها ودراساتها على «علم الصوتيات التجريبي» experimental phonetics، وهو علم يدرس أصوات اللغة في المخابر العلمية المختصة، الطبية والفيزيائية والإلكترونية وغيرها. والقسم الثاني فيدرس أصوات اللغة من حيث وحداتها الصوتية «الصوتيمات» phonemes ووظيفتها «التمييزية» differential للوحدات الدالة في اللغة، بدءاً من الوحدات الصرفية «الصرفيمات» morphemes والوحدات المعجمية «الكلمات» lexemes، كما يدرس المنظومة «الصوتيمية» فيها phonemics، وتسمى بالصوتيات الوظيفية.

تقوم الصوتيات بتصنيف صوتيمات اللغة (فونيماتها) بناءً على تقابلات تنطلق من السمات المميزة للصوتيمات، إذ إن الصوتيمة تتشكل من مجموعة من السمات، منها المميزة، ومنها المحسنة. فالسمة المميزة خاصة أساسية من خواص الصوتيمة ملازمة لها ومحدِّدَة، تفرقها من بقية الصوتيمات فإذا تبدلت هذه السمة تغيرت الصوتيمة، مثل سمة الجهر/الهمس في الصامتين د/ت. أما السمة المحسنة فهي سمة فائضة جمالية لاتقوم بوظيفة التمييز، مثل الذلاقة، والقلقلة، والتفخيم/الترقيق في اللغة العربية.

وأول تقابل يقوم على السمة المميزة وتصنف الصوتيمات وفقاً له هو: صامت consonant /صائت vowel، وقد جرى العرف غير الاصطلاحي على تسمية الصوامت بالحروف الساكنة، والصوائت بحروف المد والحركات. ثم يجري تصنيف كل طرف من أطراف هذا التقابل الرئيس وفقاً للسمات المميزة الخاصة به، فهي في العربية:

نسبة إلى المخرج : شفوية / لسانية / لهوية / حلقية / حنجرية

نسبة إلى جرس الصوت : ضوضائية / جرسية، مجهورة /مهموسة

نسبة إلى حبس الهواء : التحامية / احتكاكية

نسبة إلى الإطباق والانفتاح : مطبقة / منفتحة

نسبة إلى الغُنّة (اشتراك الحجرة الأنفية ) : فمّية / أنفية.

أما الصوائت فتصنف أيضاً وفقاً لسماتها المميزة فهي في العربية :

نسبة إلى حركة الفكّ : منفتحة / مغلقة

نسبة إلى حركة اللسان : أمامية / وسطى / خلفية

نسبة إلى حركة الشفتين : مكوّرة / خاملة / منفرجة

نسبة إلى الكم (الطول ) : طويلة / قصيرة

تستخدم الصوتيات كتابة خاصة بها تسمى الكتابة الصوتية phonetic transcription، وهي وسيلة أساسية لتثبيت الكلام المنطوق ـ كما نطق ـ كتابياً. فكلمة (أنباء ) ـ مثلاً تُكتب صوتياً كما تُنطق بما في ذلك كتابة الصوائت القصيرة ـ أي الحركات ـ على النحو الآتي [ ء ـَ م ب ا ء]، ولفظ الجلالة في القسم بالواو (والله) بلفظ اللام مفخمةً و يُكتب صوتياً مع علامة التفخيم: [ و ـَ ل. ل. اهـ ـِ ] (والنقطة فوق الحرف علامة التفخيم في الكتابة الصوتية العالمية، أما لفظ الجلالة في القَسَم بالباء (باللهِ) فيُكتب باللام المرققة: [ ب ـِ ل. ل. ـ ا هـ ـِ ] (والفاصلة فوق الحرف علامة على الترقيق في الكتابة الصوتية العالمية) وكلمة (أولي) التي تزاد فيها الواو مثل الآية الكريمة )رحمةً منا وذكرى لأُولي الألباب( (سورة «ص» آية 34) فتُكتب صوتياً كما تنطق من دون زيادة الواو : [ ل ـ ء ـُ ل ـِ / ل ء ـَ ل ب ا ب ]. وتستخدم الكتابة الصوتية ألفباء خاصة بها تختلف عن ألفباء الهجائية، وقد حددت الجمعية العالمية لعلم الأصوات اللغوية International Phonetic Association ومركزها لندن رموز الكتابة الصوتية العالمية international phonetic transcription عام 1929، وكانت تطمح إلى أن ترمز إلى كل أصوات اللغات وتصلح رموزها في كل لغات العالم. وقد انطلقت هذه الكتابة العالمية من الألفباء اللاتينية مع إضافات وتعديلات، فالعين العربية تكتب فيها مثلاً (c) أما الهمزة فهي (,).

تحدد الصوتيات الوظيفية functional phonetics الوحدة الصوتية الأساسية: الصوتيمه على أنها أصغر وحدة في اللغة لا تملك دلالة، بل تقوم بوظيفة التمييز بين الوحدات الأكبر منها: (الوحدة الصرفية، والمعجمية)، وتوصف بأنها تجريد لأشكال الصوت التي ينطق بها، وتُقسم إلى قسمين: قِطَعِيّة segmental، وفوْقْ ــ قِطَعِيّة suprasegmental، ويشمل النوع الأول الصوامت والصوائت، أما النوع الثاني فيشمل النَبْر والتنغيم والمقطع والفاصلة. وتتكون الصوتيمة من تجريد بديلات (ألّفونات) Allophones تتوزع المواقع تكاملياً أو تتغير تغيراً حراً.

تقوم الصوتيات الوظيفية على أربع مقولات أساسية هي: الوحدة الصوتية (الفونيم)، والسمة المميزة، والتقابل الوظيفي للصوتيمات (الفونيمات)، وسلسلة التقابلات الوظيفية. والمقولتان الأخيرتان أساسيتان في تحديد المتن الصوتيمي (الفونيمي) للغة.

ينطلق التقابل الوظيفي من تعارض سمتين مميزتين في حين تتفق كل السمات الأخرى، فالصوتيمتان د/ت مثلاً تلتقيان بالمخرج الواحد (مقدمة اللسان ) وبالشدة ( الالتحام، الانفجار) explosive في مقابل الرخاوة (الاحتكاك) friction، وبالانفتاح في مقابل الإطباق، وبالفمّية في مقابل الأنفية، وتتقابلان تمييزياً في سمة الجهر/الهمس:

ومن هذه السمة يمكن تشكيل سلسلة تقابلات وظيفية، أي مجموعات أزواجٍ متقابلة تتفق بكل السمات ماعدا سمة واحدة، مثل :





بدأت الدراسات الصوتية في العصور القديمة عند الهنود والصينيين القدماء، وإليهم تنسب أصول التحليل الصوتي، ثم شارك اليونان والرومان في هذه الدراسات حين وصفوا القوانين الصوتية وصنفوا أصوات اللغة، ولمدرسة الاسكندرية إسهام مهم في القرن الثالث قبل الميلاد. وتشكل الدراسات العربية بدءاً من القرن السابع الميلادي حلقة مهمة في الدراسات الصوتية، خصوصاً عند الخليل بن أحمد الفراهيدي في مقدمة كتاب «العين»، وسيبويه في «باب الإدغام» من «الكتاب»، وابن سينا في «أسباب حدوث الحروف»، وابن جني في «سرّ صناعة الإعراب». وكان ما أنجزه العرب في ميدان تقسيم الأصوات وتصنيفها ووصفها يفوق كثيراً ما أنجزه الهنود واليونان والرومان، وقد شكل العرب في القرون الوسطى حلقة وصل بين دراسات العصر القديم ودراسات العصر الحديث التي بدأت في عصر النهضة الأوربية، وارتبطت فيه الدراسات الصوتية بالدراسات اللغوية المقارنة. ثم راحت الصوتيات تتطور بخطى حثيثة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين مع ظهور دراسات بودوين دي كورتني[ر] Baudouin de Courtenay ثم دراسات فردينان دي سوسور[ر] Ferdinand de Saussure وجهود تروبتسكوي[ر] Troubetskoi وإنجازات بلومفيلد[ر] Bloomfield.

Admin
Admin

المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 15/10/2010

https://atawassolal3ilmi.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى